تهديد إسرائيل بدخول سيناء .. يعد انتحار سياسي وعسكري
لإسرائيل ".. هكذا رأى محمد بسيوني " سفير مصر لإسرائيل الأسبق " مطالبات
جيش الدفاع بدخول عمق الأراضي المصرية فى سيناء بحجة القضاء على الفراغ
الأمني هناك الذي يهدد استقرار إسرائيل.. مؤكدا على أن مصر لاتقبل المساس
بشبر واحد من أرضيها أيا كانت الحجة التي يصطنعها الجانب الإسرائيلي ،
مشيرا إلى أن أي عملية من هذا القبيل يعد انتحار سياسي وعسكري لإسرائيل ،
بإعتبار أن هذا يعد انتقاضا لمعاهدة السلام .. قائلا : " ولا أعتقد أن
إسرائيل تتورط في ذلك أو تضع نفسها فى هذا المأزق ".
" بسيونى " قال أنه يجوز سياسيا اجراء تعديلات في الترتيبات
الأمنية على معاهدة السلام بشرط اتفاق الطرفين على ذلك ، لافتا إلى أن
البند الرابع ، فقرة " 4" في المعاهدة تنص على " أنه يمكن من أحد الأطراف
طلب تعديل بند من الترتيبات الأمنية المتفق عليها فى سيناء بشرط موافقة
الطرفين "، موضحا أن مصر استخدمت هذه المادة مرتين سابقا أولها عندما دخلنا
فوج حرس حدود في المنطقة " ج" أمام قطاع غزة ، والتي من المفترض أن يكون
بها شرطة مصرية فقط ، ثانيا عندما ادخلنا قوات ومدرعات فى منطقة رفح والشيخ
زويد والعريش حاليا فى عملية " النسر " ، على الرغم إن تلك الإجراءات
تخالف الترتيبات الأمنية فى معاهدة السلام ، ومع ذلك تم الإتفاق بين
الطرفين لإدخال هذة القوات والمدرعات ، وبالتالي ومن هذا المنطلق يمكن
اجراء تعديلات فى الترتيبات الأمنية فى المعاهدة بشرط اتفاق الطرفين .
وعن مطالب بعض القوى الوطنية والسياسية بإلغاء معاهدة " كامب
ديفيد " قال " بسيونى " إن الغاء معاهدة السلام بين الجانبين المصري
والإسرائيلي يعد مغامرة غير محسوبة النتائج ، واصفا تلك المطالبات بغير
المسئولة ، مشيرا إلى ان مزايا التي حققتها المعاهدة لمصر أكثر من عيوبها ،
حيث استعادة مصر 60 الف كيلو مربع من أراضى مصر المحتلة ، فضلا عن أن كل
المستوطنات فى سيناء تم تفكيكها ، بالإضافة إلى استعادة حقول البترول
الموجودة التي كانت تستنزفها إسرائيل ..وبالتالى الغائها يعد خسارة وليس
ميزة .